الكمون واليانسون والكراويا والشبت
هذه نباتات لا يكاد المطبخ العربي أن يخلو منها، وكلها تتبع بالتصنيف الزراعي للعائلة الخيمية، التي ينضوي تحتها الجزر أيضا، ونباتات مثل (الدريهمة والخلة) وهي نباتات يعرفها أبناء الريف في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد تحمل أسماء تختلف من منطقة الى أخرى، وما يهمنا من كل تلك العائلة، هي النباتات التي وضعناها في العنوان.
إذا استثنينا الشبت (الشمرة أو الشومر) فإن الجزء الذي يستفاد منه في تتبيل الطعام كبهارات هو البذور، أما الشبت فممكن أن يستخدم كبذور أو تستخدم أوراقه وسيقانه الغضة في السلطة أو في تطييب الطعام وخصوصا الأرز، حيث يضفي مذاقا طيبا ويعدل من وطأة أثر نكهة الطعام كثير الدسم (الدهون).
اليانسون شرابا يزيل مغص المعدة لدى الأطفال الرضع
تشترك الأنواع الأربعة (عدا الكراويا) في إزالة الانتفاخات من الجسم، لمن يشكو من غازات الأمعاء الغليظة. وأكثرهم استخداما لحسن مذاقه لدى الأطفال (والكبار طبعا) هو اليانسون، ولعمل مستحلب أو شراب يزيل الانتفاخات وينعش الجسم، يؤخذ مقدار 20 غم من بذور اليانسون الخالية من الشوائب، مع لتر من الماء المغلي وتترك جانبا بعد أن تغطى لتحافظ على حرارتها مدة 5ـ 10 دقائق، ثم تُحلى وتشرب، فيزول الانتفاخ من البطن بعد شرب كوب (200ملل).
الكمون مع الكبة
في تحضير الكبة الشائعة في بلاد الشام والموصل (العراق) وتركيا، تخلط الهبرة (اللحم الخالي من الدهن) مع مثله من البرغل (القمح المسلوق والمجروش) وتطحن على ماكنة (الفرم)، وكان الناس في السابق يدقونها بواسطة قطعة خشبية صلبة، على حجر صلب محفور أعلاه قليلا، حتى تتجانس العجينة، ويخلط معه الكمون (ملعقة أو اثنتين) مع عشبة خاصة تسمى (الغسلة)، ورأس أو اثنين من البصل، وتعد الحشوة من اللحم المفروم (الدهين قليلا) والبصل و المكسرات كاللوز أو الصنوبر، مع إضافة الدارسين (القرفة) وبهارت معينة للحشوة، ثم يعمل منها أشكال مختلفة منها شكل (الليمونة في بلاد الشام وتركيا) أو أقراص واسعة بقطر لا يقل عن 20سم كما في كبة (الموصل).
وفائدة الكمون هنا، هي منع الشعور بالتخمة وتكوين الغازات الناتجة من البصل والبرغل، وتحسين عمليات الهضم.
الكمون والليمون لتخفيف الوزن
يمكن عمل وصفة لتخفيف الوزن وإزالة شحوم البطن والردفين، بتقطيع ليمونة مع قشرها، وإضافتها لعشرين غرام من الكمون المنقوع في ماء دافئ لليلة كاملة، ثم شرب كوبا قبل تناول الطعام صباحا (على الريق) ولمدة أسبوعين.
شراب الكراويا المخفف للضغط
الكراويا، بذورها تشبه بذور تلك العائلة، ويدخلها العطارون في تركيب البهارات (المشكلة الجاهزة التي يدخل فيها الفلفل الأبيض والفلفل المكسيكي المسمى في العراق [كبابة] وجوزة الطيب وعيدان القرنفل والكاري والهيل (في بعض الأحيان) وبذور (الكزبرة) والكمون واليانسون).
كما تدخل الكراويا في صناعة بعض الحلويات، مع اليانسون المسمى بالعراق (الحبة الحلوة) وفي الشام تدخل تلك البذور في صناعة (البرازق) الأقراص العجينية الهشة المغطاة بالسمسم المحمص.
أما من يعاني من الضغط المرتفع، فإن الكراويا تشترك مع الكركديه (نبات زينة اسمه العلمي هبلا حولا الله ) و(الأخيليا ذات الألف ورقة) المسماة في منطقة حوران باسم (الزفرة) في تخفيف الضغط المرتفع، وقد سبق وحذرنا من أنه لا يجوز تناولها لا شرابا ولا مع الطعام لمن يعانون من انخفاض الضغط. وطريقة تحضيرها: هي إضافة نصف ملعقة صغيرة من بذور الكراويا الى كوب ماء مغلي، وتركه جانبا عدة دقائق، ثم تناوله بعد تحليته.
فائدة
كل تلك البذور مدرة للحليب (للمرضعات) إذا أخذت باعتدال. وكلها تزيل التشنج وتساعد على الهضم وتزيل التخمرات المعدية (بالمعدة والأمعاء). وكلها تدخل في صناعة الحلويات.
مراجع
1ـ الأعشاب وصحة المجتمع/الصيدلانية: لميعة مهدي/ منشورات مكتبة آفاق عربية: بغداد1989
2ـ الشفاء في النبات/وديع جبر/دار الجيل: بيروت1988
3ـ قاموس التداوي بالأعشاب/إعداد: محمد رفعت (رئيس تحرير مجلة طبيبك الخاص ـ سابقا) /دار البحار1988
4ـ أعشابنا دواء/ قبلان سليم مكرزل/مؤسسة عز الدين1986
الأربعاء يوليو 01, 2009 10:31 am