ما هي الأحماض الأمينية ؟
لقد نشر العالم (ماجيندي) بحثه الذي اكتشف فيه أن البروتين هو من مركبات النيتروجين وكان ذلك عام 1816، ثم اكتشف نفس العالم أن البروتينات لم تكن متساوية في قيمتها عام 1841. وقد كمل العالم الألماني (L.Hermann) ما بدأه (ماجيندي) وبين أن الاختلاف يعود لاحتواء البروتين على الأحماض الأمينية، وكان ذلك عام 1870، ثم تطورت الدراسات حتى تم معرفة مجموعة من تلك الأحماض، في عام 1901.
ثم لاحظ بعض العلماء الأمريكان عام 1909، عندما استطاعوا عزل تلك الأحماض بشكل منفرد، أن تغذية حيوانات التجارب على حامض واحد سببت له النفوق بسرعة، وعندما قسموا الأحماض الى قسمين: أساسية وغير أساسية، وذلك بأخذهم غذاء يحوي كل الأحماض عدا واحد، فلاحظوا ما يظهر على حيوانات التجارب عندما ينقص حامض.
فأصبحت تلك الدراسات، أساسا لعلوم التغذية عند الرياضيين والجنود والمرضى والأطفال والحوامل الخ. كما أصبحت تلك الأبحاث أساسا للثورة الاقتصادية في صناعة الدواجن والألبان والأسماك واللحوم، ونقول صناعة وليس زراعة (رغم وجود تلك الصناعة بمزارع وحظائر)، لأن تقنيات الأغذية الحديثة هي ما ضاعف إنتاج العالم عدة مرات ليكفي هذا الانفجار السكاني أو يسهم في كفايته. (كان عدد سكان العالم عام 1900 مليار نسمة فقط، واليوم 6.5 مليار).
الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية
لينتبه القارئ الكريم، فبالرغم من جفاف الموضوع واعتباره موضوعا خارج نطاق الثقافة الصحية والغذائية العامة، إلا أن الإلمام به سيوفر الكثير من قواعد حل الألغاز لحالات مرضية تستغرق وقتا طويلا بين العيادات الطبية والمختبرات للوقوف على أسبابها.
الأحماض الأمينية الأساسية، هي تلك الأحماض التي لا غنى لجسم الإنسان عنها، ولا يستطيع الجسم صناعتها دون تزويده بها. في حين أن الأحماض الأمينية غير الأساسية، يستطيع جسم الإنسان صناعتها، بمساعدة الأحياء الدقيقة في الجسم، ومساعدة الأحماض الأمينية الأساسية.
لقد وجد (روز) من جامعة (ألينوي) عام 1930، أن الإنسان والفأر يتشابهان في حاجتهما الى 8 من 10 أحماض أمينية أساسية، وهي:
(1) لايسين (2) تربتوفان (3) هستدين (4) فنيل ألنين (5) ليوسين (6) ايزوليوسين (7) ثيرونين (
ميثونين (9) أرجنين (10) فالين.
وقد وجد (روز) أن الإنسان ممكن أن يبقى على قيد الحياة بدون مصدر غذائي يحوي الحامض (هستدين)، بعكس الفئران والدواجن. وقد فسر العلماء ذلك بأن الأحياء الدقيقة في أمعاء الإنسان تقوم بتصنيع ذلك الحامض.
أما الأحماض الأمينية غير الأساسية فهي:
(1) كلايسين (2) ألنين (3) سيرين (4) سيستين (5) ثايروسين (6) كلوناميك (7) برولين (
هيدروكسي برولين (9) سترولين.
كما يسود اعتقاد الآن أن هناك ما يصل الى 100 نوع من الأحماض الأمينية، لكننا سنركز على الأنواع التي درست في أبحاث التغذية والصحة.
معلومة إحصائية مساعدة
يتكون جسم الإنسان من المواد التالية (نسبة مئوية): ماء: 59% بروتين 18% دهن 18% ، رماد 4.3%. وإذا استخرجنا الماء والدهون من جسم الإنسان فإن نسبة تكوين المادة الجافة ستكون 80.7% من البروتين، و19.3% من الرماد.
معلومة أخرى
ان حوالي نصف ما يتناوله الإنسان من غذاء يذهب للإدامة، أي بقاء الإنسان حيا، وهو في طور الراحة، وذلك ب:
1ـ تزويد الجسم بكمية من الطاقة لتبقي درجة حرارة الجسم ثابتة.
2ـ تزويد الجسم بكمية من الطاقة تكفي للوظائف الحيوية مثل التنفس وغيره.
3ـ تزويد الجسم بكمية من البروتينات تكفي لتعويض الجسم بالبروتينات المفقودة يوميا.
4ـ تزويد الجسم بكمية من العناصر اللاعضوية تكفي ما يفقد منها بصورة مستمرة، وهذه العناصر مثل الماء والفيتامينات والعناصر المعدنية.
ولما كانت مهمة الكائن الحي الأولى هي محافظته على حياته (بقاءه حيا)، فإن المواد الغذائية التي يتناولها، إذا كانت أقل من الحاجة، فإنها ستوظف لتلك الغاية، وبغض النظر عن نوعيتها وتوازنها، فلو كانت كلها بروتين أو أحماض أمينية، فإن الجسم سيعيد إنتاجها لتقوم بوظائف الإدامة.
أما إذا كانت أكثر من حاجته، وبغض النظر عن نوعيتها، فإنها ستهدم وتطرح من الجسم، بعد أن يأخذ الجسم ما يلزمه منها للحفاظ على الحياة والقيام بوظائفه الأخرى التي تزيد عن الإدامة.
لكن وبالحالة الأخيرة أي الزيادة عن الحاجة، فإن أعراضا ستظهر على الجسم بشكل أمراض أو مصائب تغزو أجهزة الجسم من (كبد وكليتين وغيرها).
هذه هي المسلمات الأولى التي يستوجب التثقف بها قبل الدخول بدور الأحماض الأمينية وأعراض نقصها والكميات التي يحتاجها الجسم منها وأين نجدها، أي مصادر وجودها، قبل أن تحال تلك المهام للطبيب الذي يصف لمرضاه عقاقير مصنعة للأحماض الأمينية.