هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


rasco.yoo7.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السفاح
راسكو فضي
راسكو  فضي
السفاح


ذكر
عدد الرسائل : 226
العمر : 31
الموقع : monderfad@yahoo.com
العمل/الترفيه : راسكو
   : المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي FP_03
انا : المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي Lybian10
مجازك : المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي 410
المهن : المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي Studen10
الهوايــة : المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي Swimmi10
تاريخ التسجيل : 26/06/2009

المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي Empty
مُساهمةموضوع: المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي   المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي Icon_minitimeالجمعة يوليو 03, 2009 10:06 am

أ.د.أحمد عطية مدلل

جامعة الفاتح/كلية الآداب

في الحقيقة لم يكن أتراك طرابلس، جادّين في الدفاع عنها،فقد انبهروا بقوة إيطاليا وجبروة أسطولها،وكان يحدوهم الأمل في الانسحاب إلى غريان، لحصانة موقعها، وحسب الرواية التركية نفسها،فإن أتراك طرابلس لم يكونوا يرغبون في الدفاع عن المدينة لولا تدخّل الوطنيون وتشجيعهم على الثّبات في وجه الإيطاليين([1]) وهو ما أكده أبوت بقوله: وكان القائد التركي في موقف حرج وهو يتوقّع هجوم الإيطاليين في أية لظطه، ولم يجد بداً من الانسحاب إلى غريان وانتظار ما تسفر عنه الأحداث، إلا أن وصول العرب رفع من معنويات جنود الحامية التركية، وشجّع قائدها على اتخاذ موقف دفاعي في العزيزية وهذا القرار الذي اتخذه القائد التركي شجّع رجال القبائل على الثّبات في وجه الإيطاليين ([2]).

وحسب المعلومات التي أوردها صاحب جهاد الأبطال، فإن نشأت بك وضباطه لم يجدوا بداً من الموافقه على الحرب، وقررّوا الجهاد، وأرسلوا بهذا القرار إلى عموم القبائل الطرابلسية في شرق البلاد وغربها، فقوبل من سكان القطر جميعاً بالسمع والطاعة، ونفر الناس خفافاً وثقالا للجهاد بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وأخذ نشأت بك يُعد جيشه للقاء العدو واتخذ من العزيزيه مركزاً لقيادته، وكان مقر الجند رمه في عين زاره وسواني بنيادم، ونقلت بعض الأشياء الثقيلة إلى غريان ، وقصد المجاهدون مراكز الجند والتفوا حوله، وأنظم فرحات بك ومن معه من الأعيان إلى نشأت بك لتدبير أمور المجاهدين ، وعيّن نشأت بك موظفين إداريين؛ فعيّن محمد بك شلابي قائمقاماً في الزاوية ،وعيّن الهادي بك كعبار قائمقاماً في غريان، وموسى بك قائمقاماً في الجبل ([3]).

بالفعل، أضحت العزيزية مركزاً لقيادة المقاومة تستقبل أفواج المتطوعين من كل المناطق الساحلية والداخلية في القطر الطرابلسي، وقد تولّى الأعيان والمشايخ دعوة مواطنيهم بالتطوع للجهاد؛ ففي الساحل مثلاً قام فرحات الزاوي وعدد آخر من الأعيان بمكاتبة مشايخ المناطق الساحلية، داعياً إياهم إلى الإسراع في المقاومة والدفاع عن بلادهم([4]).

وفي المنطقة الجبلية تولّى سليمان الباروني والحاج عمر إعراب والحاج محمد فكني، الذين جاءوا إلى العزيزية ،للتّباحث مع الأتراك في اصرار على المقاومة والتّشبت بها وعادوا في الحين إلى ديارهم لاستنهاض الهمم وحث المواطنين على التّطوع، وحسب المصادر الوطنية فإن الباروني ومجموعته قد أجروا عدة اتصالات برجال مناطقهم لجمع الرجال والزاد والخيام، وطبقاً لمذكرات الباروني، فإن الحاج محمد فكيني كاتب أعيان الزنتان والرجبان في هذا الخصوص،ويفهم من رسالته إلى الباروني قوله:<< كتبت لأعيان الزنتان وأعيان الرجبان، وأكدت عليهم بملاقاتي بالمركز اليوم ، وأرسلت مخصوصين ، وبعد ساعتين أو ثلاثة قادم لطرفكم وربّنا يحفظ ولايتنا ،نموت شهداء ولا نرضى بالذّل ([5]).

وجاء في مكاتبة أخرى بعث بها سليمان الباروني، إلى وكيل مدير الزنتان، يخبره فيها بقدوم أعيان الزنتان للتباحث معهم حول ما يجب تدبيره مع جميع الرجال والزاد والخيام والإبل استعداداً للمقاومة ، ومما جاء فيها قوله: لا تخفاكم الحركات الواقعة بالولاية من وقوع الحرب مع إيطاليا، فاقتضى الحال واللّزوم إحضار وإرسال السوقيات اللاّزمة ، وتشجيع جميع الأفراد المسلحين لأجل المحافظة على الوطن والدين ([6]).

ويضيف الباروني في رسالته: فيلزمكم الإتحاد واتفاق الأعيان ومشاورتهم في سرعة السوقيات من الإبل، وتأمين المسافرين معها في نفقه عونهم، وتهيئوا أهاليكم لتحضر بأنفسهم وسلاحهم ، وستمدنا الحكومة بالسلاح والمعاونة فيما يقتضي الحرب ([7]).

وتوضح رسالة أخرى بعث بها سليمان الباروني إلى أهالي فساطو بعد عودته من العزيزيه وسواني بنيادم ما يجب عمله، مؤكداً لهم أنه تمت المذاكرة مع أعيان لواء الجبل، وتم الاتفاق على التّطوع والالتحاق بمركز المقاومة في العزيزية، وقد جاء فيها قوله: تقرّر عندنا بالمذاكرة مع أعيان مركز اللواء جمع نحو (500) رجل من الشجعان الذين يفدون بأنفسهم وأرواحهم الدين والوطن، والتوجه بهم إلى مركز القومندان (القائد) بصفة عسكرية متطوعين، نقيم مع الاردو(المعسكر) في سواني بنيادم لندفع الأعداء إذا أرادوا الهجوم ، إلى أن يتم نقل الأرزاق والمهمات الحربية من هناك إلى الجبل وغريان، ثم نشكلّ جيوشاً بيّاده(راجلين) وفرساناً للغارة والهجوم عليهم إذا حطّوا في النخيل،إلى أن يأتينا المدد من الدولة إن شاء الله، فعلى من يرغب في نيل الجنة منكم أن يقيّد اسمه ويحضر بعد ثلاثة أيام ومعه زاد أربعة أيام ، أعني الزاد الذي يوصله إلى الأردو،ثم تكون مونته من الأردو.

فبادروا رحمكم الله، فإن باب الجنة مفتوح أمامكم ومحجّتها واضحة. ومن يتأخر يندم ويصير محروماً، وقد قرّرنا أن نتوجه نحن وحضرة القاضي ووكيل المتصرف مع الجند ([8]).

وحول عودة الباروني إلى العزيزية للمرة الثانية يقول أبوت : فبعد حضوره إلى العزيزية: عاد إلى الجبل واجتمع بمشايخه ودعاهم لقتال العدو دفاعاً عن الإسلام والإمبراطورية العثمانية ، فاستجابوا الدعوة، وانظم إليه ألف من القبائل سارع بهم إلى ميدان المعركة في المناطق المحيطة بمدينة طرابلس ([9]).

وتردّد المصادر التركية الرواية نفسها تقريباً وفيها ما يفيد: وأرسلت قيادة طرابلس الغرب أوامر إلى جميع الألوية والأقضية لتوزيع الأسلحة الموجودة بين المجاهدين ولتشكيل الكتائب المتطوعة ([10]).

وبالإستناد إلى صحيفة (الزهرة) التونسية، نجد أمثلة متعدّدة تدل بالفعل، على أن استجابة فورية من جميع مقاتلي دواخل طرابلس قد حدثت فعلاً تلبية لنداء الأتراك، وتعطي الصحفية في نشرتها التي اعتمدت فيها على مراسلة تلقتها من (علي عراب) ،مدير المال بفساطو، أمثلة متعدّدة حول تقاطر المجاهدين من مختلف دواخل طرابلس نحو مركز العزيزية.

وحسب هذه الإفادة فإن اجتماعاً هاماً عقد بين أعيان لواء الجبل وبقية أعيان الأقضية الأخرى ، في كل من غريان وفسّاطو، قرّروا بعدها مقابلة نشأت بك في العزيزية وفيها تذاكروا معه حول ما يجب اتخاذه في الدفاع عن طرابلس، مؤكدين له أن جميع أهاليهم قرّروا الموت في سبيل دينهم ووطنهم، وفي الحين جرى الاتصال مع أعيان كل قضاء. وبدأ المتطوعون يردون أفواجاً. وجاء في الصحيفة أن سليمان الباروني مبعوث لواء الجبل والحاج عمر عراب والحاج محمد فكيني، كانوا من بين أهالي الجبل الذين كانوا في العزيزية، يُضاف إلى ذلك جميع رؤساء ترهونه وغريان ومصراته والزاوية والعجيلات، وآخرون مثلهم من القبلة من بينهم الشيخ عبد السلام السني الذي كان بصحبة خمسة الآلف مقاتل، كما تشير الصحيفة إلى قرب وصول عرب فزان وورفله وجميع سكان فزان([11]).

بطبيعة الحال، كان سكان المنطقة الساحلية أول من وقع عليهم ظلم الإيطاليين وحيفهم، ولهذا سارعوا إلى الجهاد ضد الغزو الإيطالي، وحسب رواية صاحب جهاد الأبطال الذي كان إذ ذاك في خضم الأحداث ، فإن هؤلاء كانوا في مقدمة المتطوعين، من بينهم: زوارة، الزاوية، ورشفانه، النواحي الأربعة ، ترهونة ، زليطن ، مصراته ، وغريان ([12]).

ويضيف الزاوي إلى هؤلاء ، عدد من سكان منطقة القبلة، من بينهم محمد بن عبد الله البوسيفي ومجموعته من أولاد بوسيف، وآخرون تلاحقوا من كل صوب وحدب، وكان مركز توزيعهم في النقطة التي تبتدئ من ترّينه غرباً إلى ترهونه شرقاً([13]). ويذهب العقيد بيلارد نيللي الذي درس مجتمع القبلة من واقع العديد من المقابلات التي أجراها مع أحمد السني وأحمد البدوي، إلى نفس هذا المعنى ، فيفيدنا عن ذلك بأن نشأت بك قام باستدعاء مدير مزده الشيخ محمد سوف المحمودي وكلّفه بتشكيل محلة في منطقة الجفاره والانتقال بها على وجه السرعة نحو الساحل الغربي باتجاه زوارة وزلطن وأبي كمّاش، باعتبارها معرّضة لتهديد الإيطاليين([14]).

ويذكر بيلارد نيللي في هذا الصدد، أن نشأت بك اختار من منطقة القبلة عبد السلام السني، وأوكل إليه مهمة حشد المسلحين ووسيلة نقلهم من الإبل، وفي جمع حاشد من أعيان منطقة القبلة تلا عليهم رسائل نشأت بك وحرّضَهم على المقاومة([15]).

وحول حضور المجموعة الأولى من قبيلة أولاد بوسيف يردّد بيلارد نيللي الرواية نفسها تقريباً، وفيها ما يفيد: أن عبد السلام السني الذي تولّى في منطقة القبلة التحريض على الجهاد، أرسل على وجه السرعة بمساعدة محمد بن عبد الله ، على رأس عدد من المجاهدين باتجاه الشمال.

بيد أن عبد السلام السني الذي وافاه أجله في غريان وهو في طريقه على العزيزيه، أوصى بالقيادة لـمحمد بن عبد الله.

وفي العزيزية حيث كانت القيادة التركية – العربية المشتركة، تَقدّم إلى الوالي نفسه وطلب إليه مدّة بالمؤن والذخيرة ([16]).

وفي الحين توجهّ نحو طرابلس للمساهمة في المقاومة في معارك الهاني وسوق الجمعة([17]) .

وللزّاوي كلمة عن هذه الشخصية الفذّه قال فيها: وقد حضر السيد محمد بن عبد الله الحرب من أولها. ولم أنس أنى التقيت به مع المجاهدين قبل واقعة الهاني وعليه من هيبة الرجولة وجلال الطلعة ما يملأ النفوس مهابة وإجلالاً([18]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقـســـام الأدبـيــــة :: منتــدى التـاريخ والســير-
انتقل الى: